فصل: سورة الزلزلة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير السعدي المسمى بـ «تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان» **


 تفسير سورة إذا زلزلت

وهي مدنية

‏[‏1 ـ 8‏]‏ ‏بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ‏{‏إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا * يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا * يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ * فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ‏}‏

يخبر تعالى عما يكون يوم القيامة، وأن الأرض تتزلزل وترجف وترتج، حتى يسقط ما عليها من بناء وعلم‏.‏

فتندك جبالها، وتسوى تلالها، وتكون قاعًا صفصفًا لا عوج فيه ولا أمت‏.‏

{‏وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا‏}‏ أي‏:‏ ما في بطنها، من الأموات والكنوز‏.‏

‏{‏وَقَالَ الْإِنْسَانُ‏}‏ إذا رأى ما عراها من الأمر العظيم مستعظمًا لذلك‏:‏ ‏{‏مَا لَهَا‏}‏ ‏؟‏ أي‏:‏ أي شيء عرض لها‏؟‏‏.‏

‏{‏يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ‏}‏ الأرض ‏{‏أَخْبَارَهَا‏}‏ أي‏:‏ تشهد على العاملين بما عملوا على ظهرها من خير وشر، فإن الأرض من جملة الشهود الذين يشهدون على العباد بأعمالهم، ذلك ‏{‏بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا‏}‏ ‏[‏أي‏]‏ وأمرها أن تخبر بما عمل عليها، فلا تعصى لأمره ‏.‏

{‏يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ‏}‏ من موقف القيامة، حين يقضي الله بينهم ‏{‏أَشْتَاتًا‏}‏ أي‏:‏ فرقًا متفاوتين‏.‏ ‏{‏لِيُرَوْا أَعْمَالَهُم‏}‏ أي‏:‏ ليريهم الله ما عملوا من الحسنات والسيئات، ويريهم جزاءه موفرًا‏.‏

{‏فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ‏}‏ وهذا شامل عام للخير والشر كله، لأنه إذا رأى مثقال الذرة، التي هي أحقر الأشياء، ‏[‏وجوزي عليها‏]‏ فما فوق ذلك من باب أولى وأحرى، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا‏}‏ ‏{‏وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا‏}

وهذه الآية فيها غاية الترغيب في فعل الخير ولو قليلًا، والترهيب من فعل الشر ولو حقيرًا‏.‏